مجاذيب
في كل مرة أقابل أحدهم من المجاذيب .. اسرح في تفاصيله شعره الأشعث، بشرته التي تخالطها بقع غامقة على بقع أفتح قليلا كما لو كانت بشرته مموهة كملابس الجيش التي تظهره أكثر وسط الزحام !!! .. وبرغم ذلك لايعيره أحد اهتماما !! فتوصله لون بشرته إلى مبتغاه .. ملابسه التى توحي بأنها لم تغسل منذ سنوات بل يتراكم عليها قطعة تلو الأخرى وأغلبها خشن كحياته السابقة! .. فقد فقد إحساسه لتقلبات الصيف والشتاء !...ورائحتها التي تنبعث منها تشكي كل من قابلهم سابقا وتحكي مرارة جراحه! .. يأكل من فتات الأرض القليل !.. كل هذا يجعلني أفكر فيه طويلا ما الذي أوصله لتلك الحالة الرثة .. وانسج قصص في مخيلتي عن حياته السابقة عندما كان مثلنا يلبس أحسن الثياب ويأكل أحسن الطعام ويحتك بالبشر إجتماعيا!.. اتساءل :مالذي أوصله لتلك العزلة ؟!.. أحيانا كثيرة أحسده عليها !!!... فمنا من يلجأ للخمر لينفصل عن العالم ومنا من يلجأ للإدمان سواء لعبة ترفيهية إلكترونية أو إدمان التسوق أو إدمان مواقع التواصل الإجتماعي لينفصل عن العالم الحقيقي بعالم آخر موازي .. ولكن جميعنا كاذبون!.. نلهث وراء انفصال وقتي ونعود إلى ماحيث يؤلمنا ونؤلمه مرتدين بعض الأقنعة ، أما المجاذيب فهم أكثر صدقا ؛فلم يجدوا قناعا صنع خصيصا لهم مثلنا!.. أراهم من طينة خالصة الصدق، والشفافية، والجرأة !! .. أتمنى أن اتمتع بنصف مالديهم لأكون منهم يوما ما!.
هدى حسن محمد محمد
كتبت بتاريخ
25-10-2015
الساعة
11:41 Am
No comments:
Post a Comment