تنهيدة
تنتابنى حالة إحتياج لـصراخ متواصل...اكتفى ببضعة تنهدات .. تحترق أنفاسي.. تسألنى أمى ما السبب؟ .أجيبها لا أعلم...
حقيقة الأمر انا اعلم، ولكن ليس عندى سببا واحدا ارتكز عليه يجعلنى هكذا
إنها مجموعة حلقات أرانى ارقص بها كـ راقصي الهيلاهوب على ما أظن انها تدعى هكذا..تلك الحلقات تلف وتدور فى كل أطرافى يداي ممدوتان كل ذراع به حلقة تدور .. حتى قدماى لا تستطيع حملى ..لعدم ثباتها انها تأخذ الحلقات من يداى حينا وتعيدها حينا.. حاولت أن التقط أنفاسي فلم استطع .. اشعر بـ صداع يرج رأسي .. إنها حلقة هيلاهوب أخرى في رقبتى .. نعم أنا كل مافي له هدف غير الآخر .. افتقد لوجود هدف واحد
هناك على مقربة منى آخرون يلعبون بالهيلاهوب أيضا ولكنهم مكتفين بـ حلقة واحدة
أتعجب فـ اتساءل :لماذا أنا مختلفة؟.. لماذا تزداد حلقاتى ومن ثم يزداد احساسي بالهياج العصبي
هل هو سبب أننى سبع صنايع كما يقولون؟؟
هل هو طمعا منى فـ اخذت كثيرا من الحلقات عند توزيعها فـ اذوق مما اقترفت؟!؟
هو هل ضياع هدف فـ اجدنى الهث وراء كل الفرص؟ فلا استطيع أن اصيب فرصة واحدة؟
لم اسأل تلك الاسئلة قبل حين.. اكتفيت بالتنهدات
اتذكر جيدا طوال ست أو سبع سنوات مضت كثيرا ما تمنيت أن اذهب لـ صحراء وحدى
فقط لـ استطيع الصراخ دون أن اجد من يقول لى: ماذا تفعلين؟
مازال حلمى بالصراخ في صحراء يتجدد من حين لـ آخر
أحلامى تتعدد... والحلقات في زيادة... والإصابة تقل
ومن ثم ... مزيدا من التنهدات
أعانى من غياب الهدف .. بل كثيرا يعانون مثلى .. منهم من يجد صراخه أثناء حفلات الـ روك والـ ميتال
والبعض عبدوا الشيطان بعد توجههم لـ تلك الموسيقى الصاخبة الصارخة أنها تنطق بكل صراع يدور.. تمنيت أن أذهب لـ صالة ديسكو.. بديلا للصحراء .. وأفعل كما يفعلون.. ولكن هذا يتطلب منى سهر خارج المنزل لوقت متأخر وارتداء ملابس سواريه والتخلى عن الحجاب.. وشراء أسود شفاه .. مع هذا الاستايل لا يتناسب أن أقول أحمر شفاه مزيدا من الصخب يتطلب الألوان الغامقة أسود.. أزرق.. وربما ألعلع بصراخى فـ استبدله بالأصفر المهم أن اصرخ واتمرد على ما أنا فيه
وفقدت الهدف ثانية هل ما أنا عليه تعبيرا عن الصخب والصراع أم محاولة لـ علاجه كما يتداوون أثناء "الزار" ويدعون أن العفريت خرج من الجتة خلاص!.. لنكن موضوعيين ونعترف أن الديسكو بديلا سلميا عن ما يسمونه "الزار" في الزار يذبحون ديكا او أرنبا لا أعلم جيدا ولكنهم يستعينوا بالدم وإثارة كل المكبوتات للعلاج ومع طقوس الديسكو وما ذكرته من قبل فـ عبدة الشياطين يستعينوا بالدم أعتقد فى زواجهم أو لهم طقوس أخرى
لا أقيم لهم دعايا خاصة بهم فقط افكر بـ صوت عالى عن طريقة مثلى اتشافي بها من صخبى وضياع هدفي ...
ومن هنا كـ بقية الشباب يضيع هدفي في أنى أجد هدف أقيم نفسي به
إلى أن افكر في هدف لـ كيف احسن من مزاجى لـ استعيد نفسي فـ اضيع أكثر واكثرلا اقول اننى عبدت شياطين ولا ذهبت لـ ديسكو ربما لأنه غير متاح
وقد كان متاحا لـ آخرين
لا اشفق عليهم ولكنى افكر بـ تفكير احدهم
كلنا نعانى من ضياع هدف وبدلا أن نبحث عن هدف نبحث عن ما يعالج مزاجنا السيء ..
مخدرات .. جنس.. حتى الدين لم يسلم فـ منهم من أصبح إرهابي بمسمى التدين ومنهم من خرج عن المألوف ولم يجد غير شيطان أبله يعبده
اصمت قليلا .. وأجدنى احسدهم ايضا.. حتى هذا غير متاح لى .. غير متاح لى الاختيار في" كيف اضيع؟
ابتسم ابتسامة بلهاء...
واعود ثانية لـ رشدى فـ ارضى بما استطاعت نفسي أن تصخب به
مجرد تنهيدة لطيفة لا يشعر بها أحدا غير أمى لـ تسألنى بعدها ماذا بي؟
واكتفى بالرد : لا اعلم
هدى حسن
15/5/2010
No comments:
Post a Comment